الاستسلام للحب بقلم رفيق الاحزان
أبحثُ عَن بَقايا أحلام وأماني وَسط النار وأحاربُ جُنوني وَليت منهُ فرار الشوق مُلتهبٌ يَكوي الجسد والحنين إلى أعالي السماء يَعزف على الأوتار
وحلمٌ شاحب يَتكرر على المدار فليت الأماني سَهلة المنال ويكن معها الاستقرار
وجميلة قريبة بعيدة تلاطف الروح صعبة الوصول تحتاج إلى قرار
فأين الرفعة والعلا وقلب محطم مشتت الأوصال وروح شاردة على قائمة الانتظار
فهل ينهار او ينتظر عطف متمرد جبار او يرفع راية الاستسلام وتكن الخيار
وهل يركع رفيق الأحزان وليديه يرفع ويعلن الانهزام ونهاية المسار
الريح شديدة والجو عاصف فهل أقف وحيدا في مواجهة الإعصار ؟
أنتي هنا اشعر بقربك رغم قسوة الظروف وطغيان الأيام وكثافة الدمار
لا تشحي بوجهك عني ذات اليمين والشمال فحبي لكل لم يكن يوما احتكار
معك الحرية فانطلقي إلى الفلاة وتمردي على قلب عاشقك وغوصي لأعماق الأنهار
وكوني حوتا او تمساح وادعي الغباء ومارسي جنون العظمة فالحلم لن ينهار
واختفي ما شئتِ وارقصي على الجراح وتبسمي نشوة وفرح وانجري خلف التيار
وابحثي من جديد عن الحب والاستقرار فهي نادرة وليست ملهاة طفله او شعار
سأكتم أهاتي وأداوي الجراح وازف أحزاني إلى مرقدها وأخفيها خلف الستار
الحب سينتصر وستزول الأوهام وسيغسل ماء المطر الغشاوة والغبار
وتنجلي الأيام ويظهر ما تحتها من أوهام ولا تنفع عندها ألاماني والأسرار
وان كانت كلماتي في ألامس مخنوقة مسلوبة الإرادة فاليوم كلها تحدي وإصرار
وسيبقى حبي علما خفاقا في السماء ومنارا مضيئا يهب الأمل وسط البحار
وتذكري بان عاشق القمر هو من لقنك الحب ووهبك مزيج الأفكار
وجعل لكي من جنونه موطنا ومن عينيه مرقدا ومن جسده قلعه تحميك من كل غدار
ورسم لكي صورا ونحتها على كل صخرة وجدار ودونها في خواطر يقرئها كل عاشق محتار
فهل أصبح حبي عار وأمسيت شريك إبليس وأثم حكم عليه بالموت
يقولون ليس على المجنون حرج حتى لو لشهادة وفاته كتب ولبس في معصمه السوار
وداعب بشفتيه الجمر واعتلى شاهق الجبال ووضع نفسه وجها لوجه مع الأخطار
وهذا انا مجنون حبك عند اللقاء والوداع مع الأحزان والعناء صامدا بوقار
وَلَهْي بك مرض معدي ليس له علاج عند طبيب او ساحر وعطار
ابتعدي او اقتربي ارتفعي وكوني بقرب القمر تمردي فغيريك لن اختار
ربما متعة الحب في شوقه وعذابه وأنا مستسلم للأقدار
وذاك انا رفيق الأحزان وعاشق القمر باقي هنا ولم ينتهي بعد الحوار